الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا




والتفسير الشائع و الدارج لاية "وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا" ان ذلك اشارة الي امراة حامل فتضع حملها من اهوال يوم القيامة او ان هذه الاحداث تحدث في زمن ما قبل يوم القيامة، واحترت كثيرا في استيعاب هذا التفسير، فالاية بوضوح تتحدث عن لحظة يوم القيامة وزلزلة الساعة فتبدء الاية بتحديد الزمن "إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" ثم تنطلق لتوضيح تفاصيل  ووصف لهذه اللحظة، فيقول الله سبحانه وتعالي " يَوْمَ تَرَوْنَهَا" اذا الاحداث القادمة "سنرها" اي انها بلا شك احداث ستحدث يوم القيامة، فلم استوعب فكرة ان تكون هناك امراة حامل في هذه اللحظة، ولا يتسق ذلك مع الوصف القراني المتكرر للحظة الساعة ويوم القيامة، فيقول الله سبحانه وتعالي في وصف لحظة قيام الساعة في سورة الزمر:


والتصور ان لحظة زلزلة الساعة هي تلك اللحظة التي "نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ" اي انه مشهد خروج الناس من القبور ليوم القيامة
ويكتمل المشهد من سورة الحج ايضا:


فلا يتسق في هذا المشهد علي الاطلاق ان تكون هناك امراة حامل وانها ايضا ستضع حملها!، والحقيقة ان التفسير بسيط للغاية، واراه متسق تماما مع مشهد يوم القيامة، هو ان تفسير "وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا"  اي تضع كل نفس ما حملت من اعمال في الحياة الدنيا، في اشارة ايضا انها لحظة الحساب ولحظة عرض كتاب الانسان و ما "حمله" معه من حسنات او سيئات في حياته، وكلمة وضع في اشارة الي انه نهاية الامر، فستضع امام نفسك اعمالك التي حملتها الي هذا المشهد العظيم، و الوصف القراني المستخدم في مواضع اخري يؤكد هذ المعني:

لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ

فالاية واضحة جدا وتاكيد لاستخدام كلمة " ليحملوا"، فهاهو الحمل المقصود في سورة الحج، انه حمل الاعمال. 

و في سورة طه ايضا:

مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا
خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا

اشارة ثانية و تاكيد للمعني السابق، واكتمال لمشهد يوم القيامة عن "حمل" الاعمال

وتاكيد اخر:
وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ

الايات السابقة تؤكد الاستخدام القراني المتعدد لاستخدام كلمة "يحمل" و "حملا" و " ليحملوا" في الاشارة الي حمل الانسان لاعماله، ليس بالضرورة بالطبع "حمل" فعلي وربما يكون كذلك حيث يكتمل المشهد في سورة الانعام :



وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا


وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

ووضع الكتاب به كل ما حمله الانسان من اعمال،

وفي سورة الزمر:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ

من القراة السابقة للوصف القراني المتعدد لمشهد يوم القيامة و لحظة قيام الساعة يصعب تصور ان المقصود ب"وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا" في سورة الحج هو انها امراة حامل، لايتسق عالاطلاق مع صورة المشهد و طبيعته، وتاكد ايضا الاستخدام القراني المتعدد لكلمة الاحمال والحمل وارتباط هذا الاستخدام ايضا بمشهد يوم القيامة، في اشارة الي ما تحمله الانفس من أعمال، بالطبع ستثور ثائرة الثائرين علي هذا التفسير المخالف لكتب التفاسير التقليدية التي اجمعت علي ان المقصود هو المراة "حُبْلَى" و حببت ان اورد التفاسير هنا لاكمال البحث بشكل متكامل.

تفسير الجلالين:
"يَوْم تَرَوْنَهَا تَذْهَل" بِسَبَبِهَا "كُلّ مُرْضِعَة" بِالْفِعْلِ "عَمَّا أَرْضَعَتْ" أَيْ تَنْسَاهُ "وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل" أَيْ حُبْلَى "وَتَرَى النَّاس سُكَارَى" مِنْ شِدَّة الْخَوْف "وَمَا هُمْ بِسُكَارَى" مِنْ الشَّرَاب "وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد" فَهُمْ يَخَافُونَهُ

تقسير الطبري:

وَقَوْله تَعَالَى : { يَوْم تَرَوْنَهَا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : يَوْم تَرَوْنَ أَيّهَا النَّاس زَلْزَلَة السَّاعَة تَذْهَل مِنْ عِظَمهَا كُلّ مُرْضِعَة مَوْلُود عَمَّا أَرْضَعَتْ . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { تَذْهَل } تَنْسَى وَتَتْرُك مِنْ شِدَّة كَرْبهَا , يُقَال : ذَهَلْت عَنْ كَذَا أَذْهَلَ عَنْهُ ذُهُولًا وَذَهِلْت أَيْضًا , وَهِيَ قَلِيلَة , وَالْفَصِيح : الْفَتْح فِي الْهَاء , فَأَمَّا فِي الْمُسْتَقْبَل فَالْهَاء مَفْتُوحَة فِي اللُّغَتَيْنِ , لَمْ يُسْمَع غَيْر ذَلِكَ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : صَحَا قَلْبه يَا عَزَّ أَوْ كَادَ يَذْهَل فَأَمَّا إِذَا أُرِيدَ أَنَّ الْهَوْل أَنْسَاهُ وَسَلَاهُ , قُلْت : أَذْهَلَهُ هَذَا الْأَمْر عَنْ كَذَا يُذْهِلهُ إِذْهَالًا . وَفِي إِثْبَات الْهَاء فِي قَوْله : { كُلّ مُرْضِعَة } اخْتِلَاف بَيْن أَهْل الْعَرَبِيَّة وَكَانَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفِيِّينَ يَقُول : إِذَا أُثْبِتَتِ الْهَاء فِي الْمُرْضِعَة فَإِنَّمَا يُرَاد أُمّ الصَّبِيّ الْمُرْضِع , وَإِذَا أُسْقِطَتْ فَإِنَّهُ يُرَاد الْمَرْأَة الَّتِي مَعَهَا صَبِيّ تُرْضِعهُ ; لِأَنَّهُ أُرِيدَ الْفِعْل بِهَا . قَالُوا : وَلَوْ أُرِيدَ بِهَا الصِّفَة فِيمَا يُرَى لَقَالَ مُرْضِع . قَالَ : وَكَذَلِكَ كُلّ مُفْعِل أَوْ فَاعِل يَكُون لِلْأُنْثَى وَلَا يَكُون لِلذَّكَرِ , فَهُوَ بِغَيْرِ هَاء , نَحْو : مُقْرِب , وَمُوقِر , وَمُشْدِن , وَحَامِل , وَحَائِض . قَالَ أَبُو جَعْفَر . وَهَذَا الْقَوْل عِنْدِي أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ الْعَرَب مِنْ شَأْنهَا إِسْقَاط هَاء التَّأْنِيث مِنْ كُلّ فَاعِل وَمُفْعِل إِذَا وَصَفُوا الْمُؤَنَّث بِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْمُذَكَّرِ فِيهِ حَظّ , فَإِذَا أَرَادُوا الْخَبَر عَنْهَا أَنَّهَا سَتَفْعَلُهُ وَلَمْ تَفْعَلهُ , أَثْبَتُوا هَاء التَّأْنِيث لِيُفَرِّقُوا بَيْن الصِّفَة وَالْفِعْل . مِنْهُ قَوْل الْأَعْشَى فِيمَا هُوَ وَاقِع وَلَمْ يَكُنْ وَقَعَ قَبْل :أَيَا جَارَتَا بِينِي فَإِنَّك طَالِقه كَذَاك أُمُور النَّاس غَادٍ وَطَارِقه وَأَمَّا فِيمَا هُوَ صِفَة , نَحْو قَوْل امْرِئِ الْقَيْس : فَمِثْلك حُبْلَى قَدْ طَرَقْت وَمُرْضِعفَأَلْهَيْتهَا عَنْ ذِي ثَمَائِم مُحْوِل وَرُبَّمَا أَثْبَتُوا الْهَاء فِي الْحَالَتَيْنِ وَرُبَّمَا أَسْقَطُوهُمَا فِيهِمَا ; غَيْر أَنَّ الْفَصِيح مِنْ كَلَامهمْ مَا وَصَفْت . فَتَأْوِيل الْكَلَام إِذَنْ : يَوْم تَرَوْنَ أَيّهَا النَّاس زَلْزَلَة السَّاعَة , تَنْسَى وَتَتْرُك كُلّ وَالِدَة مَوْلُود تُرْضِع وَلَدهَا عَمَّا أَرْضَعَتْ . كَمَا : 18837 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { يَوْم تَرَوْنَهَا تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ } قَالَ : تَتْرُك وَلَدهَا لِلْكَرْبِ الَّذِي نَزَلَ بِهَا . 18838 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ أَبِي بَكْر , عَنِ الْحَسَن : { تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ }قَالَ : ذَهِلَتْ عَنْ أَوْلَادهَا بِغَيْرِ فِطَام . { وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا } قَالَ : أَلْقَتِ الْحَوَامِل مَا فِي بُطُونهَا لِغَيْرِ تَمَام . { وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا } يَقُول : وَتُسْقِط كُلّ حَامِل مِنْ شِدَّة كَرْب ذَلِكَ حَمْلهَا .

تفسير ابن كثير:

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " يَوْم تَرَوْنَهَا " هَذَا مِنْ بَاب ضَمِير الشَّأْن وَلِهَذَا قَالَ مُفَسِّرًا لَهُ " تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ " أَيْ فَتَشْتَغِل لِهَوْلِ مَا تَرَى عَنْ أَحَبّ النَّاس إِلَيْهَا وَاَلَّتِي هِيَ أَشْفَق النَّاس عَلَيْهِ تُدْهَش عَنْهُ فِي حَال إِرْضَاعهَا لَهُ وَلِهَذَا قَالَ " كُلّ مُرْضِعَة " وَلَمْ يَقُلْ مُرْضِع وَقَالَ " عَمَّا أَرْضَعَتْ " أَيْ عَنْ رَضِيعهَا فِطَامه وَقَوْله " وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا " أَيْ قَبْل تَمَامه لِشِدَّةِ الْهَوْل " وَتَرَى النَّاس سُكَارَى " وَقُرِئَ " سَكْرَى " أَيْ مِنْ شِدَّة الْأَمْر الَّذِي قَدْ صَارُوا فِيهِ قَدْ دَهِشَتْ عُقُولهمْ وَغَابَتْ أَذْهَانهمْ فَمَنْ رَآهُمْ حَسِبَ أَنَّهُمْ سُكَارَى " وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد ".


تفسير القرطبي:

وَالرَّضَاع وَالْحَمْل إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا . وَقَالَتْ فِرْقَة : الزَّلْزَلَة فِي يَوْم الْقِيَامَة ; وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ عِمْرَان بْن حُصَيْن الَّذِي ذَكَرْنَاهُ , وَفِيهِ : ( أَتَدْرُونَ أَيّ يَوْم ذَلِكَ . . . ) الْحَدِيث . وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيه سِيَاق مُسْلِم فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ .

قَوْله : " تَذْهَل " أَيْ تَشْتَغِل ; قَالَهُ قُطْرُب . وَأَنْشَدَ : ضَرْبًا يُزِيل الْهَام عَنْ مَقِيله وَيُذْهِل الْخَلِيل عَنْ خَلِيله وَقِيلَ تَنْسَى . وَقِيلَ تَلْهُو ; وَقِيلَ تَسْلُو ; وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب . " عَمَّا أَرْضَعَتْ " قَالَ الْمُبَرِّد : " مَا " بِمَعْنَى الْمَصْدَر ; أَيْ تَذْهَل عَنْ الْإِرْضَاع . قَالَ : وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الزَّلْزَلَة فِي الدُّنْيَا ; إِذْ لَيْسَ بَعْد الْبَعْث حَمْل وَإِرْضَاع . إِلَّا أَنْ يُقَال : مَا مَاتَتْ حَامِلًا تُبْعَث حَامِلًا فَتَضَع حَمْلهَا لِلْهَوْلِ . وَمَنْ مَاتَتْ مُرْضِعَة بُعِثَتْ كَذَلِكَ . وَيُقَال : هَذَا كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " يَوْمًا يَجْعَل الْوِلْدَان شِيبًا " [ الْمُزَّمِّل : 17 ] . وَقِيلَ : تَكُون مَعَ النَّفْخَة الْأُولَى . وَقِيلَ : تَكُون مَعَ قِيَام السَّاعَة , حَتَّى يَتَحَرَّك النَّاس مِنْ قُبُورهمْ فِي النَّفْخَة الثَّانِيَة . وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون الزَّلْزَلَة فِي الْآيَة عِبَارَة عَنْ أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : " مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا " [ الْبَقَرَة : 214 ] . وَكَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : ( اللَّهُمَّ اِهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ) . وَفَائِدَة ذِكْر هَوْل ذَلِكَ الْيَوْم التَّحْرِيض عَلَى التَّأَهُّب لَهُ وَالِاسْتِعْدَاد بِالْعَمَلِ الصَّالِح . وَتَسْمِيَة الزَّلْزَلَة بِ " شَيْء " إِمَّا لِأَنَّهَا حَاصِلَة مُتَيَقَّن وُقُوعهَا , فَيُسْتَسْهَل لِذَلِكَ أَنْ تُسَمَّى شَيْئًا وَهِيَ مَعْدُومَة ; إِذْ الْيَقِين يُشْبِه الْمَوْجُودَات . وَإِمَّا عَلَى الْمَآل ; أَيْ هِيَ إِذَا وَقَعَتْ شَيْء عَظِيم . وَكَأَنَّهُ لَمْ يُطْلَق الِاسْم الْآن , بَلْ الْمَعْنَى أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ فَهِيَ إِذًا شَيْء عَظِيم , وَلِذَلِكَ تُذْهِل الْمَرَاضِع وَتُسْكِر النَّاس ; كَمَا قَالَ :

بل و ذهب البعض في وضع الاية في مجال الانجاز العلمي للقران:

http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=7b03aaf1df9278b6

ملحق #1 13/04/2010 2:49:06ص
الزلازل تسرع الولادة

في دراسة حديثة تبين للعلماء أن الإجهاد والتوتر اللذان تشعر بهما المرأة الحامل أثناء وقوع زلزال قد يؤدي إلى تسريع ولادتها، ويرد في دراسة أعدها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية أنه إذا وقع زلزال أثناء المراحل الأولى من الحمل فإنه يسبب تحفيز ما يسمونه ساعة التوقيت الموجودة في المشيمة. 

وقد استند الفريق العلمي في دراسته إلى الزلزال الذي هزّ لوس أنجليس عام 1994 وكان بقوة 7ر6 درجة على مقياس ريختر وأسفر عن مقتل 50 شخصاً، وعن خسائر مادية قدرت بـ 40 مليار دولار، وقد شملت الدراسة 40 امرأة وضعت خمسة منهن كن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أجنتهن بعمر معدله 05ر39 أسبوع، بينما وضعت ثمانية نساء كن في الأشهر الثلاثة الأخيرة الأجنة بعمر معدله 99ر38 أسبوع.

الأربعاء، 10 يوليو 2013

مسلسل الداعية - الحلقة الثانية احلى الاقوال علي لسان ابطال المسلسل



مسلسل رائع الحقيقة و قررت اني اجمع الاقوال اللي بتعجبني في كل حلقة للذكرى، تحية كبيرة لكل عايلة العدل علي هذا العمل المميز.

حسن: هو مش عارف انه ممكن يفضحه وسيرة القديس تبقي علي كل لسان؟
انت ببتريق ياحسن؟
امال ايه حكاية القديس دي؟ 
حسن: الناس شايفه كدة لازم يحافظ علي صورته، ده مصدر قوته ورزقه.
انا مش فاهمة حاجة
حسن: هو فاهم.



فوق يا سي عبده، فوق يا خويا علشان خاطر نفسك
عم عبده: وافوق ليه افوق علشان مين، علشان الدنيا الوسخة ولا الخلق اللي تسد النفس، 
يا ولية افهمي انا لو فقت انتحر
يالوهي و تموت كافر ياسي عبده؟
عم عبده:وهو الجوع والفقر وهدة حيلي  وانا في السن ده مش كفر؟



عارف انا باحلم بايه كل يوم يا منعم؟
مطرح اودتين وصالة ومش لازم الصالة بس الاودة يبقي فيها تكييف و يبقي في تلاجة فيها بطيخة متسقعة



اعزفي يا منال، عزفك كانه مزيكا جاية من الجنة



الشيخ يوسف: وانت تستفيد ايه من الحملة دي؟
رضا الله سبحانه وتعالي! 
يوسف الداعية: بس؟



عم عبده: ده انتي تضيعي دماغ اللي اخترع الحشيش ذاته

الاثنين، 18 مارس 2013

لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ

كالعادة حوار شيق و ممتع بالامس، و لكن اخشي ان الوقت و المكان لم يكونوا كافيين لتوضيح الامور كما يجب، و اخشى ان تضيع امور هامة دون توضيح، او ان يكون هناك لبس في فهم ما قلته و لذلك اكتب الملاحظات الاتية:

اتذكر ان بداية الحديث كانت عند سؤال عن قدسية ابوبكر الصديق في الدين الاسلامي و ذلك في معرض الحديث عن الشيعة واختلافتنا معهم في ما يخص تقديس الصحابة و هذا ما دفعني للسؤال عن هل امرنا الله في " الاسلام" ان نميز محمد عليه الصلاة و السلام في ايماننا به عن باقي الرسل؟ وارجو ان لا نخلط ذلك بسؤال اخر و هو "هل محمد عليه الصلاة و السلام مميز عن باقي الرسل؟ "

و الاجابة علي فضل الرسل يوضحها لنا القران بوضوح:
بسم الله الرحمن الرحيم
"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"
اذن هناك تفضيل للرسل فيما خصهم الله من فضله، كما توضح الاية، فكان فضل الله علي موسي ان كلمه الله، و كان فضل الله علي عيسي ابن مريم بان ايده بروح القدس.

لا جدال اذا هنا في ان هناك رسل فضلها الله بما يري من تفضيل كما نري انه خص محمد عليه الصلاة و السلام بان امرنا ان نصلي عليه كما في الاية:
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

و يتاكد بذلك الاجابة علي السؤال الثاني و هو ان الله فضل الرسل بعضهم عن بعض بما يشاء و ان من فضل الله علي محمد عليه الصلاة والسلام ان يصلي عليه بالدعاء الذين امنوا كما يصلي الله سبحانه و تعالي و الملائكة عليه، وهذا فضل و مقام عظيم، فاللهم صلي علي سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام.

ولكن كما سترى ان هذا التفضيل يختلف كلية عن التمييز فيما امرنا ان نؤمن به عن الرسل و عن محمد عليه الصلاة والسلام وتتبقي الاجابة علي السؤال الاول هل امرنا الله ان نميز الرسول عليه الصلاة و السلام في ايماننا به عن باقي الرسل؟

و الاجابة واضحة في عدة مواقع في صورة البقرة:
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"

لا نفرق بين احد من رسله... لا نفرق بين احد من رسله.. ارجوك ضع تحتها الف خط و ما هي صفة هؤلاء الذين " لا يفرقون بين رسل الله؟" انهم المؤمنون.. اذا يكتمل ايمانك بالله حين تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وان لاتفرق بين احد من هؤلاء الرسل باي صورة من الصور، "فلا نفرق" كلمتان واضحتان لا لبس فيهم، فالتفريق هنا تفريق محبة فانا احب سيدنا ابراهيم بنفس مقدار محبتي لسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و اؤمن بان عيسي عليه السلام رسول الله بنفس ايماني بان محمد عليه الصلاة و السلام رسوله و اصلي علي سيدنا محمد بمقدار ما اصلي علي باقي الانبياء، كما نقول في التشهد " كما صليت علي سيدنا ابراهيم" مثلا

فالمساواة في ايمانك ونظرتك ومحبتك بشكل متساوي برسل الله ، جزء من اركان الايمان بالله سبحانه و تعالي، فقد ارسلهم الله لنا ليخرج البشرية من الظلمات الي النور، فهم وسيلة للوصول الي الله و معرفته بالدرجة الاولي.

ان هذه النظرة الشاملة لرسل الله و الايمان بالله سبحانه وتعالي وباليوم الاخر و الثواب و العقاب و اسلام النفس الي الله، الخالق البارئ المصور، كما يوضح الله لنا في سورة المؤمنون هي نظرة الأمة الواحدة التي تؤمن برسالة الرسل جميعا، التي تقودنا الي الايمان بالله و العمل بهذا الايمان

يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون"

فالاية هنا لا تتحدث عن امة "المسلمين" ممن امنوا بمحمد عليه السلام وفقط، عالاطلاق فسورة المؤمنين و الايات السابقة لهذه الاية تتحدث عن الرسل كافة من نوح عليه السلام الي عيسي ثم يوضح الله ان هذه هي "الامة" الامة التي اسلمت نفسها اللي الله و امنت به عبر العصور و الازمنة ، امة رسل الله كافة، التي امنت بالله و عملت بايمانها.

ويتاكد هذا المعني ايضا في صورة الانبياء بقول الله:

إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ

فامة "الاسلام" ليست هي امة من امنوا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام وفقط و لكن امة الاسلام هي الامة الاشمل و الاعم التي "اسلمت" نفسها الي الله و امنت برسله ورسالته عبر العصور لا تفرق في ايمانها بهؤلاء الرسل، فهي تدرك انهم وسيلة ارسلها الله رحمة بالناس، برسالة التوحيد و الايمان به خالق السماوات والارض ، ورسالة البعث يوم القيامة و الحساب .

ويتاكد هذا الوصف في عدة ايات و في في عدة مواقع عبر ازمنة محتلفة تماما:
فابراهيم عليه السلام وصى بالاسلام لبنيه:
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون
فهاهو يعقوب عليه السلام يوصي ابنه ب "الاسلام" قرون طويلة قبل بعثة محمد عليه السلام

وقالها الحوارييون لعيسي عليه السلام:
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
وقالها الحواريون مع انهم " اهل كتاب" يشهدون بانهم "مسلمون"

وهنا تتاكد اشارة الله سبحانه و تعالي الي الاسلام الاعم و الاشمل الذي اوضحته الايات السابقة في قوله في صورة ال عمران:

قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

ومن يبتغ غير "الإسلام" دينا هو الاسلام الشامل لرسالات الانبياء و الرسل الذين ارسلهم الله الي البشرية، ليسلموا انفسهم له بايمانهم به و يعملوا بايمانهم هذا الصالحات يبغون وجه الله و يرجون رحمته و يخشون يوم الحساب و البعث